واحد في جنوب إفريقيا والآخر في شمالها
الجزائر من صنعت مني رجلاً
★ قال باتريس إيميري لمومبا Lumumba ( 1925-1961): «...غير أنّ إيماني سيبقى ثابتا لا يتزعزع... أعي و أحسّ في أعماقي أنٌ شعبي، إن آجلا أو عاجلا.، سيتخلّص من كل أعدائه في الدّاخل و الخارج، و سينهض كرجل واحد ليقول لا للرأسمالية المهينة المخزية، و سيستعيد عزّته و كرامته تحت الشمس الطاهرة...» * هذا و بمناسبة التعرض لمقولة الزعيم الإفريقي باتريس تحضرني القصة التالية التي وقعت له عندما التقى لأول مرة مع الزعيم الحزائري مصالي الحاج حيث أنّه عندما نفت فرنسا الزعيم الوطني الحاج مصالي إلى غياهب أدغال إفريقيا (بالكونغو) المستعمرة الفرنسية آنذاك، وبادر إعلامه بنشر ملصقات تصوّر زعيم المقاومة مصالي أنه وحش شرس مُعْدٍ أوتي به من شمال إفريقيا ويُمنع الإقتراب منه، وقد أثار ذلك فضول شاب جامعي كنغولي فطن وه باتريي Lumumba، فأصرّ على الاقتراب من هذا الوحش، و كان له ما أراد، و لمّا حاوره عن سبب اعتقاله ونفيه ووصفه بالوحش؟ تبسّم مصالي Messali قائلا “فعلا أنا وحش ضارٍ، عندما أضطر للدفاع عن وطني، نكلت فرنسا بشعبي واستباحت أرضي وعرضي وأراقت الدماء الزكية لـ 45 ألف روح طاهرة من خيرة أبناء وطني في ظرف شهرين (يقصد مجازر 8 ماي 1945م)، جزاء مشاركة أهلنا في الدفاع عنهم بالحرب العالمية الثانية، حيث قبل تحررهم من الجيش النازي وأثناء أتون وويلات الحرب .. وعدونا بالاستقلال.. ثم لمّا تحرّروا.. وخرجنا لتذكيرهم بوعودهم المزيفة… أشبعونا تقتيلا وتنكيلا.. كعربون إيفائهم بوعودهم.. منِ الوحش القاتل إذن؟ … لينبهر الشاب الكنغولي الجامعي باتريس إيميري لومومبا Patrice Emery Lumumba وفعلا ناله فيروس عدوى الوطنية… لينقله بدوره إلى جنوب إفريقيا- هذا و قد كانت فرنسا قد أبعدت الزعيم مصالي إلى أدغال إفريقيا كي لا ينشر عدواه بمستعمرتها الجزائر، فإذا بفيروس التحرر تنتقل عدواه لمستعمراتها بإفريقيا …هذا وقد كان اللقاء بشاب ثائر آخر ضد الاستعمار وهو نيلسون مانديلا Nelson Mandela، كل ذلك حدث عقب الحرب العالمية الثانية، فاشتاقت وهفت نفس مونديلا للقاء أسد الأطلس الشرس هذا.. لِما سمعه عنه من زميله باتريس لومومبا، وعقد الرفيقان العزم على لقاء أسد الأطلس كي يتشرّبا ويتشبّعا من قيم التحرر والانعتاق من براثن الاستدمار الغاشم، وكان اللقاء بالزعيم مصالي الحاج ليبث فيهم فكر وهوس التحرر بقوله الشهير “طبيعة الاستعمار واحدة.. وإن اختلف المكان.. فديدنه استعباد الشعوب، وسلب حرياتهم وطمس هويّاتهم، ونهب ثرواتهم وتجويعهم .. وهكذا نالت العدوى وفيروس التحرر جلّ المستعمرات الإفريقية لتبدأ كرة ثلج التحرر تتدحرج تباعا، وزادها تأصيلا لمّا انطلقت ثورة نوفمبر المجيدة هازمة الحلف الأطلسي وما أدراك ما الحلف الأطلسي، التي كانت فرنسا إحدى مدللاته.. لحين قال مونديلا في شهادة له.. هي بمثابة اعتراف بدور مصالي في شحذ روح التحرر لدى الإفريقيين… حين قال نيلسون مونديلا في 1990م خلال زيارته التاريخية للجزائر “أستاذنا ومعلّمنا الذي علّمنا معنى الحرية هو الزعيم الجزائري مصالي الحاج”، ليندهش بعض صحافيي المشرق الحاضرين الذين كانوا ينتظرون أنّ نيلسون مونديلا سيقول هو جمال عبد الناصر....
✍️
🇩🇿
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire