نجم شمال إفريقيا 1926-نجم شمال إفريقيا 2020
مسيرة نضال لم تكتمل
بقلم المنسق الوطني للحزب إبراهيم فيش
إذا أردنا اليوم بحكم تجربة الشعب الجزائري منذ الإستقلال مع ساستنا وسياستنا وبحكم بحثنا وممارستنا لها ومعرفتنا على أي أساس ترتكز يُحتم الواقع ويفرض علينا كسياسيين شباب مغمورين أن ننطلق من الأصل لا الفرع وأصل النضال السياسي في الجزائر في مطلبه الإستقلالي هو حزب نجم شمال إفريقيا الذي تأسس سنة 1926 بقيادة زعيمه مصالي الحاج حامل لواء التحرر في شمال إفريقيا.
اليوم إتضحت معالم الممارسة السياسية والنضال في الجزائر واصبح مهما قبل الإنطلاق في أي مشروع سياسي إصلاحي النظر على أي أساس يرتكز وأي مبدأ يقوم ومن هم قدوته التاريخيين لأننا محتاجين إلى قاعدة متينة وصلبة قبل التفكير في أي خطوة قد تكلف ثمنا غاليا ولا نريد أن نسقط في فخ التزوير وتغييب الحقائق لمصالح شخصية ووفق أهواء ونزوات خفية وربما حتى نزولا عند رغبة أطراف خارجية وهو ما عشناه طيلة سنوات من الضبابية في تدريس التاريخ الحقيقي للبلاد وحجب أحداث مهمة وتخوين أطراف وتقديم آخرين على أنهم أبطال وطنيين وهم في الحقيقة مجرد متأخرين ساعدتهم الظروف فقط وسط غياب الحس الوطني والبحث عن الشهرة في مجتمع أصبح همه الوحيد هضم كل ما يشاع ويفترى دون بحث أو نقد أو إستقصاء ولا ننسى دور الإعلام الذي له دور كبير في ترويج التاريخ المغلوط والذي ساعد بدوره مثل هؤولاء المفترين على التاريخ في الظهور فصنع منهم نجوما على أنقاض قوافل الشهداء والوطنيين الحقيقيين وهم في الحقيقة ليسوا واهمين صنعوا من الحلم قصصا آمنوا بها لدرجة تصديقها ، فمن السهل التكلم عن الشجاعة وأنت بعيد كل البعد عن أرض المعركة.
بالتالي ، من الصعب طرح إشكالية النضال السياسي في الجزائر في مجتمع لم تكتمل ديمقراطيته، ولا زالت موازين القوى مركزية، يتم التحكم فيها على مستوى البنية الفوقية للسلطة، وليس من بينتها التحتية ولا حتى من أبعادها التاريخية.
ـ المجتمع الذي لا زالت توازناته السياسية يتحكم فيها نضام يخضع في مرجعيته للصدام ما بين الحركة الوطنية وما يسمى بالمركزيين، يحتاج إلى تنظيم سياسي حقيقي يقود نضالا سياسيا من أجل إقرار دستور ديمقراطي، يحفظ للشعب حقه في الحكم ويضمن حرية المواطنين في تدبير شؤونهم السياسية وحقوقهم المدنية ويعيدون به تشكيل الخريطة التارخية على أسس حقة من باب الامانة للاجيال القادمة.
ـ المجتمع الذي لا زالت فيه أحزاب همها الشاغل هو الحصول على المناصب الوزارية، واكتساح الجسم الانتخابي، تحتاج إلى نضال طويل وكبير لتحديث قيمه السياسية والثقافية على مبدأ السياسة أخلاق وليست نفاق، حتى يكون قادرا على تحمل مسؤوليته على أكمل وجه.
ربما هذه بعض من كل، مضمون النضال السياسي نرجوه اليوم كجيل متشبع بالوطنية وتربى في مدارسها ونهل من القيم والمبادئ السامية ، فبدون نضال سياسي حقيقي لما كان للزنوج أن يصلوا إلى حكم أمريكا في يوم من الأيام، وبدون نضال سياسي حقيقي لما كانت للحريات السياسية والثقافية معنى في فرنسا، ولما تخلصت الشعوب الديمقراطية من براثين الديكتاتورية التي كانت تحكمها، قبل أن يقلب النضال السياسي معالمها إلى الديمقراطية وبدون نضال سياسي ما فقد الشعب الجزائري يوما الامل بميلاد حزب نجم شمال إفريقيا أنذاك وما ولد أصلا جيلا ثوريا يؤمن بالإستقلال والحرية هناك حيث تربوا في بيت الحركة الوطنية ففي الأخير التاريخ لا يكتبه المنتصرون بل من قاد للإنتصار.
فهل من الممكن أن نبني مضمونا جادا وحقيقيا للنضال السياسي في الجزائر؟ نعم من الممكن.
لكن كيف ذلك؟؟؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire