المشروع الوطني والقومي نجم شمال إفريقيا-نشء.

jeudi 14 mai 2020

رد على القنصل المغربي ودعاة الفتنة.

نحن عدونا الحقيقي هم اليهود والنصارى 

إلى أين يقودنا الشحن المتزايد في اللغة الاعلامية والسياسية والأكاديمية بين البلدين؟ 
يخيل إليك أحيانا أن الأمر يتعلق بقرع ممنهج لطبول الحرب، في الوقت نفسه الذي تعزز فيه مخرجات مؤسسات التنشئة الاجتماعية مشاعر الحقد المتبادل والضغينة المستدامة. ربما وحدهم "المليون ونصف مليون" مدمن على المخدرات في الجزائر، و الألاف من المغاربة الذين يسيرون بالوقود الجزائري المهرب، هم من يملكون صورة إيجابية عن الأخر في البلدين.
من الطبيعي أن تسير سياسات البلدين في اتجاهات متضادة بسبب تعارض المصالح الذي قد ينشأ بنفس الطريقة التي تتعارض فيها مصالح أي بلدين آخرين في العالم، غير أن ذلك لا ينبغي أن يؤدي إلى هذا القدر من القطيعة النفسية بين دولتين جعلت حقائق التاريخ والجغرافيا مصيريهما مرتبطين بشكل لا فكاك منه.
إن اصطناع الخلافات لا يخدم إلا منظومات الحكم الفاسد. ومعلوم مدى حاجة الساسة "للعدو الخارجي"، إنه يخلق شرعية ثمينة، و يؤجل الصراعات الداخلية، ويئد كل مطالب الاصلاح والعدل، ويتيح الفرصة لإنفاق باذخ وغير شفاف على التسلح. إنفاق أخذ من ميزانية البلدين العام الماضي 14 مليار دولار كاملة، بما يمثل 57 في المائة من مجموع الانفاق العسكري في افريقيا كلها. 
وحده التطلع إلى المستقبل، ووضع خلافات الماضي جانبا. هو ما سيمكن البلدين من تجاوز المأزق الراهن. وقد نجحت دول كثيرة في ذلك، شرط أن يتخلى الساسة عن عنادهم، ويتجاوزوا أحقادهم، ويتوقف رجال الاعلام عن زرع النميمة، وإذكاء الفتنة، أما مواصلة السير على وهم "الانتصار للنفس" و "عدم السكوت عن مكائد الآخر" فلن يقدم في الأمر شيئا، ولن يحقق مكاسب لأي طرف كان.
اما فيما يخص إخوتنا المغاربة المقيمين في الجزائر ككل نقول لهم أنتم في بلدكم الثاني وبين أهلكم.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire