المشروع الوطني والقومي نجم شمال إفريقيا-نشء.
بمناسبة اليوم العالمي لحرية التعبير
حزب نجم شمال إفريقيا يهنيء الصحفيين
الحرية شرط لازم لكي يستطيع الصحافي أداء مهامه عبر تمكينه من الحصول على المعلومة والأفكار وفرض رقابة على أداء السلطات، لكن بطبيعة الحال، ليس لدى الصحافة مطلق الحرية في أدائها. إذ هناك مسؤوليات أخلاقية وقانونية ومجتمعية ملقاة على كاهل الصحافة الحرّة، ولذلك كان لا بد من وضع إطار قانوني لتحديد صلاحيات العمل الصحافي ومسؤولياته.
وتأكيداً منها على الأهمية القصوى لدور الإعلام، على صعيد الدفع باتجاه تقدم الدول وازدهارها، وأيضاً في إرساء دعائم السلام المحلي والدولي، قامت منظمة الأمم المتحدة باختيار الثالث من مايو من كل سنة كيوم عالمي لحرية الصحافة.
فإذا كان النظام الديمقراطي يعني إتصال الحكام بالمحكومين للتشاور حول نظام الحكم، وإدارة الدولة، فإن الصحافة هي همزة الوصل بين الطرفين. فمن خلالها يعلم الحاكم ما يريده الشعب وعبرها يقف الشعب على تصرفاته، يتمكن من الرقابةعلى أعمال الحكومة فهي تعد بحق الوسيلة الفعالة لممارسة هذه الرقابة، لذا فلابد من كفالة حريتها، وأنه بدون كفالة هذه الحرية يكون ضمان هذا الحق ضربا من المستحيل أو محاولة لأشعال فتيل نار في أعماق ماء.
هذه الكفالة التي لن تتحقق إلا من خلال حمايتها من أي بغي يفتح عليها وذلك بألا تقوم الحكومة بإهدارها وألا يعمل النفعيون على إحتكارها عن طريق الرأسمال، وذلك حتى تسير سيرها الطبيعي وتؤدي رسالتها بموضوعية وأمانة.
وفي النهاية، و إرتباطا بهذه الحرية وحتى لا نشرع باب التعدي على حرية الأفراد وحقوقهم المشروعة والنظام العام…. بدعوى حرية الصحافة، فإنه لا يسعنا إلا أن نخص الكلام بتفصيل عن القيود القانونية التي ترد على هذه الحرية.وإلا فإنه بقبولنا إعطاء مفهوم واسع لحرية الصحافة، فالأكيد أن ذلك سيوقعنا لا محالة في المحظور.
كما نصت عدة مواد على ضرورة أن يكفل لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير. عادة وقيدت ممارسة هذا الحق بضرورة إحترام حقوق وحريات الغير وحماية النظام العام، والمصلحة العامة، والأخلاق العامة أيضا، وهذا بالتأكيد هو مايشكل القيود التي ترد على حرية الصحافة، والتي تعد بحق كما نرى قيودا قانونية لابد من وجودها حتى يتحقق التوازن بين حرية الصحافة وحماية الصالح العام، خاصة ونحن نلمس مؤخرا إنفراجا سياسيا، صاحبه إمتداد لمساحة حرية النشر والرأي والتعبير، هذا الإمتداد شجع بعض الصحف على تناول قضايا الفساد والإنحراف الإجتماعي بمعالجات فيها من الحرية والجرأة والتجاوز الشيء الكثير، وفيها من الإثارة والإنحطاط المهني والأخلاق القدر الكافي، إعتقادا منها أن حرية الصحافة تسمح بإستخدام الرعونة والخفة الممقوتة، بينما حرية الصحافة هي التي تتأسس أولا وأخيرا على مبدئي المسؤولية والإلتزام والأخلاق بمفهومه العام والمهني.
على هذا الأساس وحتى تحترم الصحافة نفسها و منتوجها الإعلامي وقارئها الدائم، فيجب عليها أن تضع نصب أعينها أثناء معالجاتها وممارساتها المهنية، قيم المسؤولية والشرف المهني وأخلاقياته…
وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نتمنى لكل عمال مهنة المتاعب المزيد من التألق والنجاح في حياتهم المهنية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire